الاثنين، 3 سبتمبر 2012


رحمة الإسلام
         الحمدُلله کَفی وَسَلَام عَلی عِبَادِهِ الذِ ينَ اصطَفی , امابعد!
         الرحمة غريزة في النفس الانسانية اودعها الله فی قلوب عباده الرحماء ، وهي من الفضائل التي يدعو اليها الاسلام ويحض اتباعه علی إتيانها.
         والله عزّوجل متصف بهذه الصفة بما يليق باسمائه الحسنی وصفاته العلی فهوالرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته کل شئي لحديث ابي هريرة قال: قال رسول الله @:”إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ“. (متفق عليه,صحيح البخاري :8/123 ,كتاب الرقاق باب الرجاء مع الخوف , صحيح لمسلم :8/96,كتاب التوبة باب فى سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه)
         وکان رسول الله @ متصفا بهذا الصفة ، وقد أثنی الله عز وجل عليه بذالك فقال تعالی: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾( الانبياء :١٠٧)
         ومن حديث ابي هريرة رضي الله تعالی عنه قال : ”قبل النبي @ الحسن بن علی رضي الله تعالی عنهما وعنده الاقرع بن حابس، فقال الاقرع : ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احداً فنظر اليه رسول الله @ فقال من لا يرحم لا يرحم“ (متفق عليه ,صحيح البخاري : 8/9 ,كتاب الأدب باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته , صحيح لمسلم :7/77 ,كتاب الفضائل باب رحمته @ الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك )
         بل کان @ يحض اصحابه علی التعامل بالرحمة مع سائر المخلوقات کالدواب والبهائم لحديث ابن عمر رضي الله عنه عن النبي @ قال : ”دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تاکل من خشاش الارض“ (رواه البخاري:4/157 ,كتاب بدء الخلق باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم)
         ومن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ، قالوا يا رسول الله ! وانّ لنا في البهائم اجراً  ، قال : ”في کل کبد رطبة اجراً“ (رواه البخاري: 3/147 ,كتاب المساقاة باب فضل سقي الماء )
         ولقد عاتب الله عزّ وجل نبيا من انبيائه علی تحريقه احدی قری نمل لان نملة قرصته.
         فمن حديث ابی هريرة رضي الله عنه ان رسول الله @ قال : ”نزل نبي من النبياء تحت شجرة فلدغته نملة فامر بجهاذه فاخرج من تحتها ثم امر ببيتها فَاُحْرِقَ بالنار فاوحی الله اليه: فهلَّا نملة واحدة“ (رواه البخاري: 4/158 , كتاب بدء الخلق باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم)
         وفی رواية لمسلم:  ”افى ان قرصتك نملة اهلکت امة من الامم تسبّح“.(صحيح لمسلم :7/43 ,كتاب السلام باب النهى عن قتل النمل)
         فرحمته @ عمت کل شئي فی الکون حتی مع الاعداء فی حالة الحرب، ففي غزوة مؤته زود رسول الله @ الجيش بوصايا تتضمن آداب القتال في الاسلام فقد اوصی اصحابه بقوله اوصيکم بتقوی الله وبمن معکم من المسلمين خيراً، اغزوا باسم الله في سبيل الله من کفر بالله ، لاتغدروا ، ولاتقتلوا وليدا ، ولا امراة، ولا کبيراً فانياً، ولا منعزلا بصومعة ولاتخربوا نخلا ولا تقطعوا ولاتهدموا بناء واذا لقيتم عدوکم لی احدی ثلاث: فأما الاسلام واما الجزية واما الحرب....)
         والصحابة رضي الله عنهم نهجوا نهج رسولهم وتعاملوا مع کل شئي في الکون بالرحمة فقال @ في ابي بکر رضي الله عنه : ”أرحم أمتي بأمتي أبو بکر“ (رواه احمد:3/184 , والترمذي :5/664 , كتاب المناقب باب مناقب معاذ بن جبل و زيد بن ثابت... وصححه الالباني)
         وصدق الشاعر حينما قال في رسول الله @:
واذا رحمت فانت ام واب                 هذان في الدنيا هما الرحماء
         فهذا هو جوهر الاسلام يدعوا أتباعه للتعامل بالرحمة مع کل شئی، بينما نری يهود والأمريکان وحفلاء هم وهم يدعون أنهم يتعاملون مع کل شئي بالرحمة وأنهم ينهجون نهج التوراة والانجيل ويتعبون رسولی الله موسی وعيسی صلی الله عليهما وسلم، والحقيقة دون ذلك ،فهم يتعاملون مع العباد والبلاد بکل قسوة ،والتاريخ يشهد علی ذلك، والله خير الشاهدين ، فالغارات الجوية التي شنت بغير وجه حق علی شعوب العربية والاسلامية تشهد علی قوستهم وأسلحة الدمار الشامل کالقنابل العنقودية المحرمة دولياً وصواريخ توما هوك وکزور تشهد علی قسوتهم، وشعاء اليورانيوم الذي اصاب عشرات الآلاف من اطفال العراق بسرطان الجلد والدم يشهد علی قسوتهم، وقتل آلاف من المدنيين العزل يشهد علی قسوتهم، والحصار الاقتصادي علی شعب العراق ومنع الطعام والدواء عنهم يشهد علی قسوتهم، ون دل ذلك فنما يدل علی ظلمهم وقسوة قلوبهم، والظلم ظلمات يوم القيامة والله عز وجل حرم الظلم علی نفسه وجعله محرماً بين عباده وصدق القائل.
لا تظلمن اذا ما کنت مقتدراً     فالظلم يرجع عقباه الی الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه          يدعو عليك وعين الله لم تنم
          فبأي عتاب يعاتب اليهود والأمريکان وحلفاؤهم أمام الله عزّ وجل (فاعتبروا يا أولی الأ بصار) والله من وراء القصد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق